خاص – قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، إن التفوق الكبير الذي حققه آلاف طلبة الثانوية العامة في قطاع غزة هذا العام يشكل واحدة من أكثر صور الصمود الإنساني إشراقًا في ظل الظروف المأساوية التي يعيشها القطاع. ووصف البرغوثي هذا التفوق بأنه ترجمة عملية للإرادة والإصرار على مواصلة الحياة، رغم ما يتعرض له الفلسطينيون من معاناة قاسية جراء حرب الإبادة التي طالت البشر والحجر في غزة.

وأضاف البرغوثي ل الأردن ٢٤ أن الطلبة الذين خاضوا امتحاناتهم وسط الدمار والانقطاع المتكرر للكهرباء والاتصالات، ومع نقص الكتب والمستلزمات ومحدودية القدرة على الدراسة، استطاعوا أن يقدموا نموذجًا استثنائيًا في التحدي والإصرار، وأن يثبتوا أن الإيمان بالمستقبل لا يمكن محوه مهما اشتدت الظروف.

وأشار البرغوثي إلى أن هذا النجاح لا يمثل مجرد إنجاز دراسي، بل هو رسالة وطنية عميقة تؤكد تمسّك الجيل الفلسطيني الشاب بالعلم كطريق نحو التحرر وبناء المستقبل، وأن محاولات طمس الهوية وحرمان الشباب من حقهم في التعليم لن تنجح أمام عزيمتهم.

وأكد أن واجب المؤسسات الفلسطينية والعربية والدولية اليوم هو فتح أبواب الأمل أمام هؤلاء الطلبة المتفوقين، من خلال توفير المنح الدراسية والدعم اللوجستي والمالي، وتمكينهم من استكمال تعليمهم الجامعي سواء داخل القطاع أو خارجه، بما يحقق لهم طموحاتهم ويحول هذا الإنجاز إلى مستقبل واعد يخدم مجتمعهم وقضيتهم.

وشدد البرغوثي على أن الاستثمار في هذه الطاقات الشابة هو استثمار في مستقبل فلسطين وفي قدرتها على مواجهة التحديات، داعيًا الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العربية والدولية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه طلبة غزة الذين أثبتوا أن العلم هو سلاحهم الأبرز في مواجهة الظلم والعدوان.

كما دعا إلى إنشاء برامج دعم طارئة للطلبة، تضمن لهم الاستقرار النفسي والمادي، وتوفير البنية التعليمية اللازمة لاستمرار مسيرتهم الأكاديمية بعد أن تعرضت عشرات المدارس والجامعات للدمار الكامل أو الجزئي بفعل القصف.

واختتم البرغوثي بالقول إن صمود طلبة غزة وتفوّقهم هو انتصار للإرادة الإنسانية في وجه كل محاولات القهر، وإن مسؤولية الجميع اليوم أن يضمنوا لهؤلاء الشباب فرصة عادلة لصناعة مستقبل يليق بتضحياتهم وصبرهم.