المصدر 24 - نجح لبنانيون أميركيون في التأكيد على أهمية قضية أن يشارك المغتربون اللبنانيين في انتخاب 128 نائباً في الانتخابات النيابية المقرّرة عام 2026. حصلت مشاورات اغترابية مع أعضاء في الكونغرس الأميركي للتباحث في القضية الانتخابية والأوضاع اللبنانية الحالية. ثم أرسل عضوا الكونغرس داريل عيسى ودارين لحود رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمّنت سرديّة صريحة عن الأوضاع اللبنانية وبخاصة وضع التحضيرات الانتخابية.

من مقتطفات رسالة عيسى ولحود إلى الرئيس ترامب، ما يلي: 
"- لبنان مرّ بتحدّيات عدّة، لكن لا يزال هناك كثير مما ينبغي القيام به لضمان لبنان ذي سيادة واستقلالية وازدهار، كشريك وحليف قويّ.
- الجهود التي تبذل لتجريد "حزب الله" كليّاً من السلاح جنوب نهر الليطاني وشماله من القوى الامنية اللبنانية يجب أن تستمر وان تحظى بدعم كامل من الولايات المتحدة، الإصلاحات المصرفية، وينبغي استكشاف مناقشة المفاوضات بين إسرائيل ولبنان بشكل أكبر، والاغتراب اللبناني يجب أن تسمح له المشاركة في الانتخاب لكلّ المقاعد في البرلمان اللبناني في انتخابات 2026 .
- إنه الوقت المناسب للتحرك. لقد ضعف نفوذ ايران في لبنان. وينبغي للولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاستخدام كلّ الأدوات المتاحة لمراجعة ومعاقبة أو تجميد الأصول الموجودة داخل الولايات المتحدة لأولئك الذين يواصلون عرقلة العملية الديموقراطية والإصلاحات في لبنان". وسمّت الرسالة الرئيس نبيه بري في أنه يقف عائقاً أمام التقدّم. 

هناك لبنانيون أميركيون يساعدون أعضاء الكونغرس الأميركيّ وعلى تنسيق وتواصل معهم وبخاصّة في ملفّ حصر السلاح وتصويت الاغتراب في الانتخابات المقبلة، ومن بينهم رئيس لجنة العمل في "المعهد الأميركيّ اللبنانيّ للسياسات" بول الهندي الذي تشاور مع لحود وعيسى في أهمية البعث  برسالة إلى الرئيس الأميركي لإطلاعه على الأوضاع اللبنانية بما فيها عرقلة مشاركة المغتربين في انتخاب 128 نائباً.

يقول الهندي، ردّاً على أسئلة "النهار"، إنّ "متغيّرات كثيرة يمكن أن تحصل بعد الرسالة وأن تساعد الولايات المتحدة لبنان لجعل المغتربين يصوّتون مثل المقيمين. يسعى ترامب إلى دولة نظامية مستقلّة في لبنان وأن يصبح وطناً حرّاً ديبلوماسيّاً من دون تأثير إيران. ستضغط واشنطن على معرقلي الحريّة في لبنان وتقوم بما عليها فعله". ويستطرد: "اضطلع المغتربون بدور في الانتخابات الماضية ولا مصلحة للولايات المتحدة في عرقلة تصويت المغتربين اللبنانيين لكنّها مصلحة إيرانية لحصول محور "الممانعة" على نوّاب أكثر في الانتخابات المقبلة". ويرجّح رئيس لجنة العمل في "ALPI PAC" أنّ "إدارة ترامب ستواجه من يحاول أن يزعزع الأجندة الأميركية بعقوبات. لن تتدخّل إدارة ترامب في كيفية تعديل القانون الانتخابيّ، لكن من المهمّ أن تتحقّق المساواة في كيفية مشاركة اللبنانيين في الانتخابات كما في استحقاق عام 2022 بما يعني أهمية أن ينتخب المغتربون مثل المقيمين".

هكذا، يتفاءل الهندي في أن "يهتمّ الرئيس ترامب في ملف الانتخابات اللبنانية ومشاركة الجاليات اللبنانية الاغترابية. تعطي الرسالة التي أبرقها كلّ من لحود وعيسى لمحة عامّة حول ما يحصل في لبنان وعدم إغفال أنّ هناك مشكلة حاصلة حيث إنّ قرار حصر سلاح الذي أقرّته الحكومة اللبنانية لا يطبّق كما يجب، ويعطّل رئيس مجلس النواب نبيه بري البرلمان ولا يسمح في طرح مشروع قانون تعديل قانون الانتخاب بما دفع قوى الضغط في الولايات المتحدة الأميركية إلى محاولة إصلاح الأوضاع. ويمكن أن تكون البداية فرض عقوبات على رئيس مجلس النواب اللبنانيّ. وإذ تحبّذ الولايات المتحدة مساعدة الجيش اللبناني أكثر، يوطّد الاغتراب أهمية مساعدته".

ويعوّل على أنّ "يقرأ الرئيس الأميركي الرسالة التي وصلته من عضوي الكونغرس سريعاً ثم أن يهتمّ وزير الخارجية ماركو روبيو في ملف الانتخابات اللبنانية. أهمية لحود وعيسى في أنهما جمهوريّان من الكونغرس الأميركي، وهما من أعضاء لجنة الصداقة اللبنانية الأميركية ومقرّبان من ترامب". ويعتبر الهندي أنّ "ترامب يمكن أن يتشاور مع وزير خارجيته حيال ما يمكن القيام به على المستوى اللبنانيّ، وأن يطلب من روبيو التدخل عقابيّاً مع معرقلي التقدّم في الملفات اللبنانية بما فيها ملفّ تصويت المغتربين".