نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المدير الإقليمي في اللجنة الدولية للصليب الأحمر: الانتهاكات في لبنان وغزة واليمن واقع دائم - المصدر 24, اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 05:15 مساءً
المصدر 24 - فيما تتصاعد المخاوف من انزلاق لبنان إلى حرب جديدة، وفي مرحلة يعيش فيها الشرق الأوسط اضطرابات غير مسبوقة وتحولات متسارعة، حطّ المدير الإقليمي في الشرق الأدنى في اللجنة الدولية للصليب الأحمر نيكولا فون آركس في بيروت، في زيارة تهدف إلى الاطلاع عن كثب على الأوضاع الإنسانية وتعزيز مستوى التعاون مع السلطات اللبنانية وشركاء العمل الميداني.
ومع أنّ مهمة اللجنة ترتكز على حماية المدنيين وتقديم الدعم الإنساني للمتضررين من النزاعات المسلحة، إضافة إلى تطوير احترام القانون الإنساني الدولي في أكثر مناطق العالم هشاشة، تبقى الأسئلة مطروحة عن مدى تأثير هذه الدعوات، خصوصاً وسط مشاهد الدمار وسقوط مئات آلاف الضحايا في الإقليم، ومدى تجاوب الأطراف المتحاربة مع الجهود الرامية إلى الحدّ من العنف.
في حديث خصّ به "النهار"، يوضح فون آركس أن الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي "واقع نرصده باستمرار"، مؤكداً أن "لا وجود لزمنٍ ذهبي تم فيه احترام هذا القانون بالكامل. فالانتهاكات كانت موجودة دائماً وستبقى ويا للأسف، لكن ذلك لا يلغي واجب اللجنة في مواصلة التذكير بضرورة حماية المدنيين والبنى التحتية الحيوية والمنشآت الطبية".
ويشدّد على أنّ اللجنة تعمل عبر "حوار ثنائي وسري" مع الأطراف المعنية لإقناعها باحترام الحد الأدنى من الإنسانية. ويضيف: "نأمل أن يكون لجهودنا تأثير. قد يصعب تقديم أدلة ملموسة على أماكن تم فيها احترام القانون، لكننا نؤمن بأنه لا يمكننا الاستسلام، وعلينا مواصلة الضغط والتذكير والانخراط في الحوار.
غارة بين طيرفلسيه والزرارية. (أحمد منتش)
"أولويتنا الجنوب والبقاع"
وعن زيارته للبنان، يوضح أنّه حضر برفقة ممثلين لدول مانحة للاطلاع على واقع عمل اللجنة، حيث تتركز الجهود على "تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي، والاستجابة الطارئة، والقطاع الطبي". وقد تشمل التدخلات تقديم مساعدات نقدية للفئات الأكثر ضعفاً بهدف دعمها اقتصادياً. ويؤكد أن الأولوية في العمل الإنساني تتركز على الجنوب ثم البقاع، مع حضور أقل في الشمال.
ويصف زيارته للجنوب بأنها شديدة التأثير، إذ أتاحت له وللجهات المانحة مشاهدة آثار الأعمال العدائية مباشرة، والإنصات إلى شهادات المتضررين. ويقول إنّ "مشاهدة صمود الناس رغم النزوح والدمار وعدم اليقين، وإصرارهم على العودة وإعادة البناء، كانت تجربة مهمة للغاية".
ويلفت إلى أنّ لقاءاته مع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية ورئيس مجلس النواب وقائد الجيش كانت "مثمرة وبنّاءة"، وأسهمت في تعزيز التعاون القائم. ويشير إلى الدور المحوري للصليب الأحمر اللبناني، "الشريك الأساسي" الذي تنفَّذ معظم النشاطات الميدانية معه.
تبادل الأسرى
في ملف تبادل الأسرى، يشدد فون آركس على أنّ اللجنة لا تقوم بمهمات الوساطة نفسها، بل يبدأ دورها بعد التوصل إلى اتفاق بين الأطراف، "إذ تحتاج هذه الأطراف إلى جهة محايدة وموثوق بها لتنفيذ ما اتفق عليه". ويشير إلى أنّ اللجنة مستعدة للاضطلاع بهذا الدور في لبنان أو في أي منطقة أخرى لتسهيل تنفيذ الاتفاقات، كما يحصل اليوم في عمليات تبادل الرفات في غزة.
أما في غزة، فيؤكّد أن اللجنة كانت حاضرة طوال العامين الماضيين من النزاع، مع موظفين دوليين وبتعاون وثيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني.
وهل كان هناك مجال لفتح الطريق للبعثات الدولية لأن المساعدات كانت تتساقط من الجو، يجيب: "طوال فترة النزاع، سعينا للبقاء إلى جانب السكان لتوزيع المساعدات الغذائية والمالية، ودعم القطاع الصحي. وإسقاط المساعدات جواً هو الخيار الأخير، يُستخدم فقط عندما لا يكون أحد على الأرض أو عندما يكون الوصول مستحيلاً، وهذا لم يكن الحال في غزة، كما لم نكن جزءاً من عمليات الإسقاط الجوي. أعتقد أن الوضع كان صعباً للغاية، حتى ان أي مساعدة، مهما كانت محدودة، أحدثت فرقاً. صحيح أننا لم نتمكن من فعل ما يكفي ولا أحد استطاع، لكن كل جهد بذلناه كان له أثر إنساني حقيقي".
"اليمن أولويتنا"
في اليمن، يعرض فون آركس واقعاً إنسانياً معقداً عمّقته عشر سنوات من النزاع، مع أزمات في التعليم والاقتصاد والانقسام الداخلي، إضافة إلى الضربات الجوية الأخيرة في الشمال. ويؤكد أنّ اليمن "يبقى من سياقات الأولوية" بالنسبة إلى اللجنة التي تواصل العمل شمالاً وجنوباً رغم الصعوبات، عبر الاستجابة الطارئة والدعم الطبي وزيارات أماكن الاحتجاز ومتابعة أوضاع المحتجزين ضمن التفويض الإنساني، مع التركيز على تعزيز احترام القانون الإنساني الدولي لحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم قدر الإمكان.
بينما يعترف القانون الإنساني بواقع الحروب، يبقى هدفه تطويق العنف بالديبلوماسية والحدّ من تمدّده. ومع ذلك، يبقى العنف قائماً، مهما وُضعت للحروب خطوط وحدود.




0 تعليق