المصدر 24 - من سواحل المحيط الأطلسي، إلى شواطئ البحر الأحمر، تحلّق كرة القدم بالإيفوريين من أجل مواجهة المنتخب السعودي الأول، متوشحين بألوان بلادهم وكلهم فخر واعتزاز بدولتهم المطلة على ساحل خليج غينيا بامتداد يقارب الـ 500 كيلو مترًا.
وتعد كوت ديفوار إحدى أبرز دول غرب إفريقيا وأكثرها تأثيرًا اقتصاديًا وثقافيًا. وتمتلك البلاد مزيجًا فريدًا من الحضارة، والموارد الطبيعية، والمواقع الساحلية، ما يجعلها وجهة بارزة في القارة.
ويبلغ عدد سكان كوت ديفوار ما يقارب 29 مليون نسمة، مع مجتمع شاب وغني بالتنوع العرقي، إذ تضم أكثر من 60 مجموعة عرقية، لغتهم الرسمية الفرنسية، التي تستخدم على نطاق واسع في التعليم والإدارة، ويستخدمون معها لغات أخرى قد يصل عددها إلى 70 لغة محلية، من أبرزها الباولي، الديولا، دان، الأنيني والسِنوفو.
يُعد اقتصاد كوت ديفوار من الأقوى في غرب إفريقيا خاصة في القطاع الزراعي، إذ تعد أكبر منتج ومصدّر للكاكاو في العالم، إضافة إلى كونها منتج رئيسي للبن، زيت النخيل، المطاط، الكاجو، والموز.
رياضيًا.. تُسجل كوت ديفوار اسمها بصفتها واحدة من أبرز الدول الإفريقية ذات الحضور المؤثر خاصة في كرة القدم، إلى جانب عدد من الألعاب الفردية التي حققت فيها نتائج لافتة على مستوى القارة والعالم.
وتملك في كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، قوة قارية ونجومًا عالميين خاصة وأنها الرياضة الأكثر انتشارًا في البلاد، التي يعرف منتخب بلادها بلقب الأفيال أو الفيلة.
وخرجت من كوت ديفوار أسماء صنعت مجدًا في الملاعب الأوروبية من أبرزهم ديدييه دروجبا أحد أعظم مهاجمي إفريقيا الذي حفر اسمه ضمن قائمة نجوم تشيلسي الإنجليزي ومنتخب بلاده، ومع الجيل الذهبي الذي قاده، شاركت كوت ديفوار في ثلاث نسخ متتالية من كأس العالم، لترسّخ مكانتها بين كبار القارة، ومع تشيلسي حقق 14 لقبًا من بينها اللقب الأهم دوري أبطال أوروبا 2012، إضافة إلى 4 ألقاب في الدوري المحلي.
وخلف دروجبا، جاءت مجموعة من النجوم الذين عززوا حضور الكرة الإيفوارية عالميًا، في مقدمتهم يايا توريه أحد أعظم لاعبي خط الوسط في تاريخ إفريقيا، وشقيقه كولو توريه الذي مثّل أحد أبرز المدافعين في أوروبا، إلى جانب سالومون كالو الفائز بدوري أبطال أوروبا مع تشيلسي، وجرفينيو الجناح السريع الذي ترك بصمات واضحة في أكبر الدوريات، هذا الجيل، إلى جانب دروجبا، شكّل مرحلة ذهبية جعلت من كوت ديفوار منتخبًا ذهبيًا لا يغيب عن الأذهان.