المصدر 24 - تُظهر تجربة سريرية رائدة تحمل اسم POInT آفاقًا واعدة للوقاية المبكرة من داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال ذوي القابلية الوراثية، عبر تناول جرعات يومية من الأنسولين عن طريق الفم، في محاولة لمنع أو تأخير ظهور الأجسام المضادة الذاتية لجزر البنكرياس، التي تُعد مؤشراً مبكرًا لتطور المرض.

قاد الدراسة فريق من معهد هيلمهولتز ميونيخ والجامعة التقنية في ميونيخ (TUM)، بالتعاون مع المنصة العالمية للوقاية من داء السكري المناعي الذاتي (GPPAD)، وشملت التجربة — التي انطلقت عام 2017 في خمس دول أوروبية — 1050 طفلاً، وتمثّل ثمرة أكثر من ثلاثة عقود من الأبحاث الجينية والمناعية بهدف الوقاية المبكرة.

النتائج الأساسية: قبول جيد للعلاج… لكن دون تأثير عام على الأجسام المضادة

أثبت الباحثون أن تناول الأنسولين الفموي كان آمناً ومقبولاً لدى الأطفال، لكنه لم يؤثر على التطور العام للأجسام المضادة الذاتية، ما يجعل النتيجة الأولية «محايدة» أو «سلبية» من حيث الهدف الأساسي للتجربة.

إشارات مشجعة: تأخير المرض وتباين تأثير العلاج حسب الجينات

رغم ذلك، كشفت التحليلات الاستكشافية عن نتائج لافتة، إذ أظهر الأطفال الذين تناولوا الأنسولين الفموي تأخراً في ظهور السكري سريرياً مقارنة بالمجموعة الضابطة. كما تبيّن أن تأثير العلاج يرتبط بمتغيرات جين الأنسولين لدى الطفل.

وأوضح إزيو بونيفاسيو، عضو مجموعة GPPAD وأستاذ جامعة دريسدن التقنية، أن أكثر من نصف المشاركين يمتلكون متغيرات جينية تزيد خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول، مشيراً إلى أن الأنسولين الفموي وفّر حماية لهذه الفئة، بينما أدى إلى زيادة الأجسام المضادة لدى الأطفال ذوي المتغيرات الأقل خطراً.

نحو وقاية شخصية تعتمد على الجينات

وقالت البروفيسورة أنيت-غابرييل زيغلر، الباحثة الرئيسية، إن النتائج رغم عدم تحقق الهدف الأساسي، «تلمح إلى تأثير إيجابي على مسار المرض»، مؤكدة أن تباين الاستجابة بحسب الجينات يمهّد لتطوير تدخلات وقائية شخصية.

وسيواصل الباحثون متابعة الأطفال حتى بلوغهم سن الثانية عشرة لتقييم الأثر الطويل الأمد للعلاج، إضافة إلى تحليل العينات والبيانات المجمعة لتعميق فهم المراحل المبكرة للمرض.

ويأمل الفريق العلمي أن تسهم النتائج في وضع أساس لوقاية موجهة وراثياً، بما يفتح الباب أمام حقبة جديدة في مكافحة داء السكري من النوع الأول قبل ظهوره.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك