المصدر 24 - تجذب جورجيا في السنوات الأخيرة اهتمامًا متزايدًا من الراغبين في الانتقال إلى الخارج، سواء للاستقرار أو للعمل أو بدء مشاريع صغيرة، نظرًا لسهولة إجراءات الإقامة وتكاليف المعيشة المنخفضة مقارنة بالعديد من الدول الأوروبية. تقع جورجيا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا، وتتميز بطبيعتها الخلابة وثقافتها الغنية واقتصادها المتنامي الذي يشجع على الاستثمار واحتضان المبادرات الفردية. وقد باتت الدولة خيارًا شائعًا للمهاجرين الباحثين عن حياة هادئة بتكاليف بسيطة دون التنازل عن جودة الحياة والخدمات الأساسية.

لماذا يتجه الناس إلى جورجيا؟

يرجع الإقبال على الهجرة إلى جورجيا إلى مجموعة من العوامل أبرزها سهولة الدخول والبقاء، إذ تتيح الدولة فرصة الإقامة الطويلة لمواطني العديد من الدول دون تأشيرة لمدة تصل إلى عام كامل. ويأتي ذلك برفقة بيئة طبيعية ساحرة تتنوع بين جبال القوقاز والبحيرات والشواطئ الهادئة. كما تمتاز جورجيا بتكاليف معيشة منخفضة؛ فالكثير من المقيمين الجدد يجدون أن تكاليف السكن والطعام والنقل تُعد مناسبة للغاية مقارنة بدول مجاورة أو أوروبية.

إضافة إلى ذلك، تُعد جورجيا مركزًا متناميًا لريادة الأعمال، حيث يمكن فتح شركة بسهولة في غضون أيام قليلة، وبضرائب منخفضة نسبيًا، ما يجذب العاملين عن بُعد وأصحاب الأعمال الصغيرة. كما تسعى الدولة إلى تحسين بنيتها التحتية وتطوير خدماتها العامة، الأمر الذي يضمن مستوى مقبولاً من الخدمات الصحية والتعليمية، وهذا ما يجعلها خيارًا مناسبًا للعائلات والشباب.

تكاليف المعيشة وفرص العمل

تُعد تكاليف المعيشة في جورجيا واحدة من أهم مزاياها. إذ يمكن الحصول على سكن جيد في العاصمة تبليسي بأسعار أقل بكثير من المدن الأوروبية الكبرى، بينما تكون الأسعار أقل في المناطق الأخرى خارج العاصمة. وتتوافر وسائل النقل العامة بأسعار في متناول الجميع، كما تُعد أسعار الطعام في المطاعم والأسواق الشعبية منخفضة مقارنة بدول أوروبا الشرقية.

أما فيما يتعلق بفرص العمل، فقد شهدت جورجيا نموًا ملحوظًا في قطاعات التكنولوجيا والخدمات والسياحة، ما يوفر فرصًا متنوعة للوافدين. كما أصبحت وجهة مفضلة للعاملين عن بعد بفضل توفر الإنترنت عالي السرعة والمساحات المشتركة للعمل التي توفر بيئة مناسبة للإنتاج. ورغم ذلك، يُنصح من يفكر في الانتقال إلى جورجيا بالاعتماد على مصدر دخل ثابت قبل السفر، حيث لا تزال سوق العمل المحلية في طور النمو وقد لا توفر دائمًا الفرص المناسبة لجميع التخصصات.

خطوات الإقامة والتحديات المحتملة

تتميز جورجيا بمرونة كبيرة في منح الإقامة، حيث يمكن لمعظم الجنسيات الإقامة لمدة عام دون الحاجة إلى تأشيرة. وبعد ذلك، يمكن التقدم للحصول على إقامة طويلة من خلال الاستثمار في العقارات أو تأسيس شركة أو العمل مع جهة محلية. وتُعد إجراءات التسجيل الرسمية بسيطة نسبيًا مقارنة بدول أخرى، وهو ما يشجع العديد من المستثمرين وأصحاب المشاريع على اتخاذ جورجيا مقرًا جديدًا لهم.

ورغم مزايا الإقامة في جورجيا، فإن هناك بعض التحديات التي قد تواجه الوافدين. أبرزها حاجز اللغة، إذ لا يتحدث عدد كبير من السكان اللغة الإنجليزية، كما أن اللغة الجورجية تُعد من اللغات الصعبة. كذلك قد تتفاوت جودة الخدمات الصحية والتعليمية بين المدن الكبرى والمناطق الريفية، مما يتطلب تخطيطًا جيدًا قبل الاستقرار الدائم. ومع ذلك، تظل جورجيا خيارًا جذابًا نظرًا لسهولة الاندماج نسبيًا وثقافة الضيافة التي يشتهر بها الشعب الجورجي.

تُعد الهجرة الهادئة إلى جورجيا فرصة واعدة لمن يبحث عن حياة بتكلفة بسيطة وبيئة مناسبة للعمل والاستثمار. فالدولة تجمع بين الطبيعة الساحرة، والتسهيلات الحكومية، وانخفاض تكاليف المعيشة، ما يجعلها وجهة جذابة للشباب والعائلات ورواد الأعمال. ورغم بعض التحديات المتعلقة باللغة والبنية التحتية خارج المدن الكبرى، فإن مزايا الاستقرار في جورجيا تُعزز من إقبال الراغبين في بداية جديدة دون تعقيدات اقتصادية أو قانونية مرهقة.