إيزيديو العراق... نزعة لخلق هوية خاصة - المصدر 24

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيزيديو العراق... نزعة لخلق هوية خاصة - المصدر 24, اليوم الجمعة 14 نوفمبر 2025 07:05 صباحاً

المصدر 24 - شكّلت النتائج الأولية التي حقّقتها لائحة "تحالف القضية الإيزيدية" مؤشراً إلى تحوّلٍ سياسي جذري في أوساط الإيزيديين الأكراد العراقيين، الذين كانوا يُصنَّفون على الدوام جماعةً دينية من أبناء القومية الكردية، ومصطفّين سياسياً ضمن الأحزاب القومية الكردية الرئيسية.
غير أنّ النتائج التي حقّقها التحالف المذكور، بعد خوضه حملةً انتخابية ببرنامج ودعاية خاصة، أظهرت اتجاهاً جديداً يقوم على اعتبار الإيزيديين جماعةً سياسية وهوياتية مستقلة عن الكتلة الكردية، رغم الجذور واللغة المشتركة، وهو ما مثّل تحوّلاً لافتاً في المشهد السياسي العراقي.
ووفقاً للنتائج الأولية، فقد حصل تحالف القضية الإيزيدية على ثلاثة مقاعد برلمانية، أي ما يعادل تقريباً كامل الحصّة التقليدية لقضاء سنجار الواقع شمال غربي محافظة نينوى، ذات الأغلبية الإيزيدية المطلقة.
وبلغ مجموع أصوات التحالف نحو 50 ألف صوت، واحتفل مناصروه في مختلف مناطق القضاء.
تواصلت "النهار" مع يوسف شيخ خدر، الناشط المدني من قضاء سنجار وأحد داعمي اللائحة، وسألته عن أسباب تشكيلها لأول مرة من خارج قوائم الأحزاب القومية الكردية، فأوضح قائلاً: "خلال الدورتين البرلمانيتين الأخيرتين، لاحظ الإيزيديون كيف تحوّلت قضيتهم الخاصة إلى ورقة تداول بين القوى الحزبية الرئيسية في المشهد العراقي، سواء داخل البرلمان أو في الحكومة. لذلك نشأ شعورٌ بضرورة امتلاك صوت سياسي وخيارات مستقلة تعبّر عنهم. ففي مناطق شيخان وسنجار وغيرها، يشعر الإيزيديون بوجود كتلة من المطالب الخاصة، مثل معالجة تبعات الإبادة الجماعية التي تعرّضوا لها على يد تنظيم داعش، والسماح بعودة عشرات الآلاف من المهجّرين إلى مناطقهم، والحصول على التعويضات، وتحقيق الإعمار، وخلق مناخ من الأمان. وكلّ ذلك لا يتحقّق إلا من خلال تمثيل سياسي فعّال في البرلمان والحكومة الاتحادية".
لكنّ التحالف السياسي الحالي هو ثمرة مخاضٍ سياسي وإعلامي وفكري وثقافي طويل عاشته الجماعة الإيزيدية في العراق خلال السنوات الماضية، منذ المجزرة الرهيبة التي تعرّضت لها عام 2014.
فقد انقسم الإيزيديون إلى تيارين شبه متوازيين: أولهما يرى أنّ الهوية الإيزيدية وحدها كافية لتشكيل انتماء ديني وقومي ومناطقي في آنٍ واحد، مستندين إلى ذاكرتهم الجمعية التي توثّق سلسلة من حملات العنف ضدهم استهدفتهم بصفتهم "إيزيديين".
في المقابل، يتمسّك قسم كبير منهم بانتمائهم إلى القومية الكردية، معتبرين أنفسهم جزءاً من الحركة القومية الكردية، ومؤكدين ذلك بما يجمع الطرفين من روابط لغوية وثقافية وجغرافية وسياسية، حتى إنّ بعض النشطاء القوميين الأكراد يصفون الإيزيديين بأنهم "أصل الكرد".

 

من إحياء ذكرى الإبادة التي تعرّض لها الإيزيديون في العراق. (وكالات)

 

تشرح الباحثة الاجتماعية الدكتورة مايا أحمد، في حديث لـ"النهار"، ما سمّته "آثار الصدمة" التي يعيشها الإيزيديون حالياً، والتي تفاقمها التناقضات السياسية الراهنة.
وتقول أحمد: "لم تكن هناك فواصل سياسية أو ثقافية بين الأكراد المسلمين والإيزيديين تاريخياً، لكنّ فصل مناطقهم طويلاً عن إقليم كردستان، وبقاءها متخلّفة إنمائياً وتعليمياً واقتصادياً، إلى جانب توظيف ملف الإبادة الجماعية التي طاولتهم في صراعات الإقليم مع الحكومة الاتحادية، وتحويل مناطقهم إلى ساحة تنازع للقوى المختلفة، كلّ ذلك ولّد صدمةً عميقة تدفعهم اليوم إلى القول: نحن جماعة سياسية خاصة".
وتضيف الباحثة: "لو أمعنّا النظر في البرنامج السياسي للمدافعين عن خيار الهوية الإيزيدية الخاصة، سنلاحظ أنّ أغلب بنوده ذات طابع حقوقي بالدرجة الأولى، ثم إداري وتنموي، فيما يذهب قسمٌ محدود منه إلى المطالبة بتشكيل هوية متمايزة عن كردستان. ومع ذلك، فإنّ هذا التوجّه أيضاً يصرّ على إقامة منطقة إيزيدية ترتبط مباشرة بالحكومة الاتحادية، لا بمحافظة نينوى".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق