المصدر 24 - تشهد أسواق النفط العالمية تزايداً ملحوظاً في فائض المعروض، في وقت تبرز فيه الولايات المتحدة كمحرك رئيسي لهذا الاتجاه بفضل ارتفاع إنتاجها وصادراتها النفطية إلى مستويات غير مسبوقة.

ويظهر هذا الفائض بوضوح في منحنى العقود المستقبلية لخام غرب تكساس الوسيط، الذي يتخذ حالياً هيكلية تعرف بـ"الكونتانغو" — أي عندما تتجاوز أسعار العقود الآجلة الأسعار الفورية — وهو ما يعكس تراجع الطلب على الشحنات الفورية وتزايد المخزونات.

الصادرات الأميركية تكشف عن وفرة الإمدادات

سجلت صادرات النفط الخام الأميركية في أكتوبر أعلى مستوياتها منذ يوليو 2024، وفق بيانات حكومية حديثة، ما يشير إلى وفرة واضحة في الإمدادات داخل السوق الأميركية.

وفي المقابل، يبدو منحنى العقود الآجلة لخام برنت مسطحاً نسبياً بعد مارس المقبل، مما يدل على أن الأسواق الأوروبية والآسيوية تعاني هي الأخرى من ضعف الطلب على الشحنات الفورية. وقد تراجع مؤشر "برنت - دبي" إلى المنطقة السالبة هذا الأسبوع، ما يعني أن خام برنت يُباع بخصم سعري مقارنةً بالمعايير الآسيوية.

من عجز إلى فائض.. تحول في توقعات أوبك

وعلى الصعيد الدولي، خفّضت منظمة أوبك تقديراتها السابقة من توقعات عجز في الإمدادات إلى فائض، مدفوعة بزيادة الإنتاج الأميركي. كما توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد عام 2026 فائضاً قياسياً في المعروض العالمي من الخام.

وقالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" للتحليلات في سنغافورة، في تصريحات لشبكة بلومبرغ:

"العالم يتجه نحو فائض طفيف خلال الربع الحالي وبداية العام المقبل، وقد يستمر تأثير الكونتانغو في منحنى العقود، لكن دون أن تصل السوق إلى حالة كونتانغو عميقة."

ومع استمرار وفرة الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي، يبدو أن أسواق النفط تتجه نحو مرحلة جديدة من التوازن الصعب، بين ضغوط الإنتاج المتزايد وتحديات الطلب التي تلقي بظلالها على الأسعار في 2026.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك