في مثل هذا اليوم..رحيل ستان لي أبرز صناع الخيال في القرن العشرين - المصدر 24

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
في مثل هذا اليوم..رحيل ستان لي أبرز صناع الخيال في القرن العشرين - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 07:25 صباحاً

المصدر 24 - جو 24 :

تمر اليوم ذكرى رحيل الأمريكي ستان لي الذي توفي في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 والذي يعتبر أبرز صناع الخيال في القرن العشرين، بما قدم من شخصيات خارقة تجسّد صراعات الإنسان، وضعفه، وأحلامه في الانتصار على الشر والظلم، ومن أشهرها الرجل العنكبوت، والرجل الأخضر.

 

وُلد ستانلي مارتن ليبر، المعروف بـ ستان لي، في 28 ديسمبر(كانون الأول) 1922 في نيويورك، لأبوين مهاجرين من رومانيا ينتميان إلى الطبقة العاملة، ونشأ في حيّ شعبي في زمنٍ كان فيه الكساد الاقتصادي منتشر، فاختبر منذ طفولته معنى الشقاء والحرمان، وعرف مبكرًا أن الخيال هو الوسيلة الوحيدة للهروب من قسوة الواقع.

كان والده جاك ليبر يعمل خياطًا بسيطًا، يكد ويتعب ليوفّر لقمة العيش، بينما كانت والدته سيليا تمنحه الدفء والإيمان بموهبته، عاش ستان طفولته في غرفة صغيرة مع أسرته، واعتاد أن يقرأ كل ما تقع عليه يداه من كتب ومجلات ومغامرات.

وفي المدرسة تفتّحت موهبته في الكتابة، وشارك في تحرير صحيفة المدرسة، وكتب مقالات وقصصًا قصيرة كان يوقّعها باسم مستعار، خوفًا من أن يرى زملاؤه أحلامه الأدبية ضربًا من الخيال، ومنذ مراهقته، كان مفتونًا بالأدب الكلاسيكي الأمريكي والسينما والخيال العلمي، متأثرًا بكتابات مارك توين وشرلوك هولمز، لكنه كان يشعر أن العالم بحاجة إلى أبطال يشبهون الناس العاديين، بضعفهم وشكوكهم وأخطائهم.

لم يتمكّن ستان لي من متابعة الدراسة الجامعية بسبب ضيق الحال، فاضطر للعمل في سن مبكرة، ومع ذلك، كانت قراءاته الواسعة وفضوله المستمر بمثابة تعليمه الحقيقي، وعندما بلغ 17 عاما التحق بدار نشر صغيرة كمساعد بسيط، يقوم بتعبئة محابر الرسامين وتنظيف المكاتب، دون أن يدرك أنه بدأ أولى خطواته نحو بناء أعظم إمبراطورية للخيال المصوّر في القرن العشرين.

نجح ستان لي في نقل الأبطال من الورق إلى وجدان العالم، وغيّر وجه الثقافة الشعبية وأسس لعالم سرديّ أصبح جزءًا من الوعي الجمعي للبشرية، بفضل ما قدّمه من شخصيات خارقة تجسّد صراعات الإنسان، وضعفه، وأحلامه في الانتصار على الشر والظلم، وفي الأربعينيات بدأ يكتب القصص القصيرة الهزلية، قبل أن يفجّر موهبته في الخمسينيات والستينيات، حين ابتكر مع مجموعة من الرسامين، شخصيات لأبطال مثل سبايدرمان، الرجل الحديدي، وكابتن أمريكا، إكس-من، وغيرهم.

فالأبطال في عالم ستان لي بشر قبل أن يكونوا خارقين، ولم يكن ستان لي منشغلاً بخلق قوى خارقة فحسب، بل كان مهتماً بكشف ضعف الإنسان خلف القناع، ف"سبايدرمان" في عالمه ليس مجرد بطل يطير بين ناطحات السحاب، بل مراهق يعيش قلق الحياة والاختيار بين الواجب والرغبة، أما "إكس-من"، فهم رموزٌ للتمييز والعنصرية والاختلاف، و"بلاك بانثر" صورة لأفريقيا القادرة على النهوض بقوتها وعلمها، لقد أراد ستان لي، أن يقول من خلال هذه القصص إنّ البطولة لا تنحصر في امتلاك القوة، بل في امتلاك الضمير والمسؤولية الأخلاقية.

فقد كان طوال مسيرته مؤمناً بالعدالة والكرامة الإنسانية، وكتب في عموده الصحفي عام 1968، في ذروة التوترات العنصرية بأمريكا: "الكراهية والعنصرية والتعصب لا مكان لها في أي حضارة متقدمة، نحن جميعاً إخوة نسكن الكوكب نفسه". بهذا الخطاب الإنسانيّ العام، عبّر عن رؤيته للعالم، مفضلاً أن تكون رسالته عالمية وإنسانية لا تنتمي لحدود أو أيديولوجيات، ومع ذلك، يمكن القول إنّ فلسفته الأخلاقية التي حملها أبطاله، عن العدالة ورفض الاضطهاد ونصرة المظلوم، تلتقي روحياً مع القيم التي تنادي بها القضايا العادلة في العالم.

في التسعينيات، حين بدأ نجم القصص المصوّرة يخفت، قاد ستان لي مشروع تحويل عالم مارفل إلى السينما، مؤمناً بأنّ الخيال يمكن أن يجد جمهوره الجديد في الشاشة، وبالفعل، تحوّلت رؤاه إلى إمبراطورية فنية، تمتد من الرجل الحديدي إلى بلاك بانتر، إلى عدة أفلام تجاوزت حدود الترفيه لتصبح رموزًا ثقافية تُدرّس في جامعات الفن والإعلام.

رحل ستان لي عن عمر يناهز 96 عاما لكن إرثه لا يزال حاضرًا في كل زاوية من الثقافة المعاصرة، فكلما ظهر بطل في فيلم أو رواية يحمل قضيته الخاصة، نلمح ظلّ ستان لي، الذي طالما آمن بأنّ الخيال ليس هروباً من الواقع، بل وسيلة لتغييره.

ثقافة وفنون

 

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : في مثل هذا اليوم..رحيل ستان لي أبرز صناع الخيال في القرن العشرين - المصدر 24, اليوم الخميس 13 نوفمبر 2025 07:25 صباحاً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق