مجزرة السويداء: 37 قتيلاً أغلبهم دروز في اشتباكات دامية.. ما الذي يحدث في جنوب سوريا؟

تشهد محافظة السويداء السورية واحدة من أسوأ موجات العنف في تاريخها الحديث، بعد اندلاع اشتباكات دامية بين مقاتلين دروز وعشائر البدو، أودت بحياة 37 شخصًا على الأقل، معظمهم من أبناء الطائفة الدرزية، وخلفت عشرات الجرحى، وسط مخاوف من توسع النزاع وتحوله إلى صراع أهلي واسع.
تأتي هذه الأحداث في محافظة لطالما عُرفت بنوع من الحياد النسبي في الحرب السورية، لتدق ناقوس خطر جديد يهدد السلم الأهلي الهش في الجنوب السوري.
✅ ما الذي حدث في السويداء؟
وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان:
- سقط 37 قتيلاً، بينهم 27 درزيًا (منهم طفلان) و10 من البدو.
- أكثر من 50 جريحًا في حصيلة أولية.
- دارت الاشتباكات في حي المقوس شرق مدينة السويداء وامتدت إلى مناطق أخرى في المحافظة.
- تخللتها قذائف هاون، قصف متبادل، وحرق منازل.
وزارة الداخلية السورية أكدت في بيان رسمي:
“أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح في إحصاء أولي. سننفذ انتشارًا ميدانيًا بالتنسيق مع وزارة الدفاع لفض النزاع وملاحقة المتسببين بالأحداث”.
✅ أسباب الاشتباكات: جذور الأزمة
تعود أسباب التصعيد الأخير إلى توترات متراكمة بين الفصائل المحلية والعشائر البدوية، زادتها حدة:
✅ غياب الدولة ومؤسساتها في الريف
✅ انتشار السلاح خارج سيطرة الدولة
✅ النزاعات العشائرية والثأرية
✅ التنافس على طرق التهريب
✅ هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي
هذه الخلفيات جعلت أي شرارة كفيلة بتحويل المحافظة إلى ساحة حرب داخلية.
✅ تفاصيل القتال وأماكن المواجهات
حي المقوس شرق مدينة السويداء كان مركز المواجهات الأعنف.
- تبادل إطلاق نار بالأسلحة المتوسطة.
- قذائف هاون تتساقط وسط الأحياء.
- تقارير عن إحراق منازل المدنيين.
الطرق الدولية، مثل طريق دمشق – السويداء، شهدت إغلاقًا في بعض المقاطع بسبب المعارك.
مناطق النزوح: مئات العائلات فرّت من الأحياء المشتعلة إلى مناطق أكثر أمانًا داخل المحافظة وخارجها.
✅ رد فعل الحكومة السورية
✔️ وزارة الداخلية السورية أعلنت «بالغ القلق» ودعت إلى ضبط النفس.
✔️ أكدت التنسيق مع وزارة الدفاع لبدء تدخل مباشر:
«لفض النزاع وفرض الأمن وملاحقة المتسببين بالأحداث وتحويلهم إلى القضاء».
✔️ مصدر حكومي أشار إلى توجه قوات وزارة الداخلية إلى السويداء لوقف الاشتباكات.
✅ دعوات التهدئة من الزعامات المحلية
محافظ السويداء مصطفى البكور دعا:
«لضرورة ضبط النفس وتحكيم العقل والحوار».
القيادات الروحية الدرزية أطلقت نداءات عاجلة:
- دعت إلى التهدئة ووقف الاقتتال.
- حضّت سلطات دمشق على التدخل السريع لاحتواء الموقف.
- شددت على أن دماء أبناء السويداء «خط أحمر».
✅ السويداء.. واقع ديمغرافي حساس
تُعد السويداء أكبر تجمع درزي في سوريا، ويُقدر عدد أبناء الطائفة بـ 700 ألف نسمة.
✔️ الدروز في سوريا يعيشون أساسًا في:
- محافظة السويداء
- ريف دمشق الغربي (جبل الشيخ)
- مناطق من القنيطرة
✔️ وتاريخيًا حافظت السويداء على حياد نسبي في الحرب السورية، لكن هشاشة الدولة وانهيار الاقتصاد وانتشار الفصائل المسلحة يهدد هذا التوازن.
✅ خلفية التوترات السابقة
ليست هذه الاشتباكات الأولى:
- في أبريل ومايو 2025، شهدت السويداء أعمال عنف مشابهة بين دروز وقوات الأمن.
- أسفرت عن 119 قتيلًا على الأقل، بينهم مسلحون دروز وعناصر أمن.
- أعقب ذلك اتفاقات تهدئة أبرمتها الحكومة مع أعيان دروز، لكنها لم تصمد طويلاً.
في العام الماضي، شهدت مناطق قرب دمشق اشتباكات امتدت تداعياتها إلى السويداء، مما زاد الاحتقان.
✅ السياق الإقليمي: البعد الإسرائيلي
✔️ إسرائيل، التي تحتل منذ 1967 جزءًا من هضبة الجولان السورية، تراقب عن كثب التطورات في السويداء.
✔️ في اشتباكات سابقة، وجهت إسرائيل تحذيرات إلى دمشق بعد مقتل دروز قرب الجولان، معتبرة سلامة الطائفة قضية حساسة قد تتسبب في توترات إقليمية.
✔️ في الجولان المحتل، يقيم نحو 23 ألف درزي معظمهم يحمل إقامة دائمة إسرائيلية، ويشكلون مجتمعًا مترابطًا يتابع أوضاع أقربائه في السويداء بقلق.
✅ النزوح الجماعي والمعاناة الإنسانية
تقارير محلية أشارت إلى نزوح مئات العائلات من الأحياء المشتعلة.
معظمهم توجه إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السويداء أو نحو ريف درعا المجاور.
صعوبة في تأمين الغذاء والماء والمأوى بسبب إغلاق الطرق وغياب المساعدات الإنسانية.
أطباء في مستشفيات بصرى الشام أكدوا استقبال عشرات الجرحى وسط ضعف الإمكانات الطبية.
✅ الحلول المطروحة لوقف النزيف
✏️ وقف إطلاق نار فوري ودائم
✏️ تدخل حاسم للدولة لضبط السلاح المنفلت
✏️ حوار بين الزعامات العشائرية والدينية
✏️ تعزيز دور الجيش والأمن في حماية المدنيين
✏️ تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين
✏️ خطة تنموية لإعادة إعمار ما دمرته الاشتباكات
السويداء على مفترق طرق
ما يجري اليوم في السويداء ليس مجرد اشتباكات عابرة، بل إنذار خطير بانفجار اجتماعي قد يجر الجنوب السوري إلى فوضى شاملة.
إما أن تنجح الحكومة السورية بالتعاون مع القيادات المحلية والدينية في إرساء تهدئة جادة، أو يتحول الجنوب إلى ساحة صراع أهلي جديد يضاف إلى جراح الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من عقد.
تعليقات