بعد مجزرة السويداء.. الجيش السوري ينشر قواته لاحتواء أخطر اشتباكات طائفية منذ الإطاحة بالأسد

بعد مجزرة السويداء.. الجيش السوري ينشر قواته لاحتواء أخطر اشتباكات طائفية منذ الإطاحة بالأسد

في تطور أمني خطير يعيد إلى الواجهة أزمات الجنوب السوري، أعلنت وزارة الدفاع السورية صباح اليوم الاثنين بدء نشر قواتها العسكرية في محافظة السويداء بعد اشتباكات طائفية دامية أودت بحياة ما لا يقل عن 40 شخصًا، وأصابت العشرات.

وتأتي هذه الخطوة عقب أيام من القتال العنيف بين مقاتلين دروز وعشائر بدوية في مناطق مختلفة من ريف السويداء، وسط تحذيرات من انزلاق المحافظة، ذات الغالبية الدرزية، نحو فوضى شاملة تهدد وحدة البلاد وأمنها الاجتماعي.


✅ ما الذي حدث في السويداء؟

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان:

  • بلغ عدد القتلى 40 شخصًا، بينهم:
    • 27 درزيًا، من بينهم طفلان.
    • 10 من البدو.
    • 3 مجهولي الهوية.
  • نحو 50 جريحًا في إحصاءات أولية.
  • الاشتباكات تركزت في مدينة السويداء وامتدت إلى مناطق ريفية غربية، وسط قصف متبادل وعمليات حرق للمنازل.

✅ أسباب اندلاع الاشتباكات

وفق المرصد السوري وتقارير محلية:

  • الشرارة الأولى كانت عملية اختطاف متبادل.
  • بدأت يوم السبت عندما اختطف مسلحو البدو تاجر خضار درزي على طريق السويداء – دمشق.
  • تحولت سريعًا إلى عمليات خطف متبادلة وتصاعدت إلى مواجهات مسلحة.
  • مساء الأحد، أُعلن إطلاق سراح المخطوفين، لكن التوتر انفجر في مواجهات أوسع.

✅ رد رسمي: الجيش السوري يتدخل

وزارة الدفاع السورية أعلنت في بيان رسمي:

«باشرنا بالتنسيق مع وزارة الداخلية نشر وحداتنا العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة لتوفير ممرات آمنة للمدنيين وفك الاشتباكات بسرعة وحسم».

✔️ الوزارة أقرّت بصعوبة السيطرة في الأيام الماضية بسبب:

  • الفراغ المؤسساتي.
  • غياب الدولة في مناطق ريفية واسعة.
  • انتشار السلاح خارج السيطرة.

وزارة الداخلية أكدت أن هذه الاشتباكات جاءت:

«على خلفية توترات متراكمة خلال الفترات السابقة».


✅ السياق الأوسع: توتر طائفي متكرر

ليست هذه المرة الأولى التي تهتز فيها السويداء على وقع العنف الطائفي:
✅ في أبريل/نيسان الماضي:

  • اندلعت اشتباكات بين مسلحين دروز وقوات الأمن بمناطق قرب دمشق وفي السويداء.
  • أسفرت عن 119 قتيلًا.
  • انتهت باتفاقات تهدئة بين الحكومة وأعيان الدروز.

✅ في مايو/أيار:

  • تولى مسلحون دروز إدارة الأمن في المدينة باتفاق مع السلطات.
  • في المقابل، استمرت عشائر البدو السنية بالانتشار في ريف المحافظة، ما أبقى جذور النزاع حية.

✅ تداعيات إنسانية مقلقة

القتال العنيف تسبب في:

  • نزوح مئات العائلات من قرى ريف السويداء الغربي.
  • إغلاق طرق رئيسية مثل الطريق الدولي دمشق – السويداء.
  • انقطاع الإمدادات الطبية والغذائية عن بعض المناطق.
  • إحراق ممتلكات ومنازل وسط تقارير عن صعوبة إجلاء الجرحى.

وزارة الدفاع تعهدت:

«بتوفير ممرات آمنة للمدنيين»
لكن ناشطين محليين حذروا من صعوبة تطبيق ذلك وسط التوتر الشديد.


✅ دعوات إلى التهدئة

محافظ السويداء مصطفى البكور دعا إلى:

«ضرورة ضبط النفس وتحكيم العقل والحوار».
«نثمن جهود الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، والدولة لن تتهاون في حماية المواطنين».

قيادات روحية درزية أطلقت نداءات عاجلة للهدوء:

  • حضّت سلطات دمشق على التدخل.
  • أكدت أن دماء أبناء السويداء «خط أحمر».
  • شددت على رفض أي نزاع داخلي يهدد وحدة المحافظة.

✅ الخلفيات الطائفية: الدروز والبدو في السويداء

السويداء: معقل الطائفة الدرزية في سوريا.

  • يقدر عدد الدروز في البلاد بـ 700 ألف نسمة.
  • يتمركزون في السويداء، جرمانا، صحنايا وبعض مناطق القنيطرة وريف دمشق.

عشائر البدو السنية:

  • تنتشر في ريف السويداء الغربي.
  • على مدى سنوات الحرب، زادت التوترات بسبب التنافس على الموارد والطرق ومعابر التهريب.

✅ غياب الدولة وتحديات ما بعد الأسد

تسلط هذه الاشتباكات الضوء على التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه السلطة الانتقالية السورية بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في ديسمبر 2024.

محللون يرون أن:

  • غياب الدولة في الأرياف.
  • انتشار السلاح والفصائل المحلية.
  • ضعف المؤسسات الأمنية والعسكرية.
  • التوترات الطائفية والاجتماعية القديمة.
    كلها عوامل تغذي العنف وتعرقل جهود إعادة البناء والاستقرار.

✅ خطر الفوضى.. والمخاوف الإقليمية

إسرائيل، التي تحتل هضبة الجولان منذ 1967، أبدت في مرات سابقة قلقها من استهداف الدروز في سوريا.
سبق أن شنت غارات جوية في سوريا عقب مقتل دروز قرب الجولان.
مراقبون يحذرون من أن استمرار الفوضى في الجنوب قد يدفع القوى الإقليمية إلى مزيد من التدخلات.


✅ ما الحل؟

✏️ دعوات محلية ودولية تركز على:
✔️ وقف إطلاق النار الفوري.
✔️ حوار جاد بين الزعامات الدينية والعشائرية.
✔️ انتشار أمني منظم للدولة يفرض القانون.
✔️ نزع السلاح من المجموعات المحلية.
✔️ خطط إنسانية عاجلة لإغاثة النازحين.
✔️ معالجة جذور الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.

ما يحدث في السويداء ليس مجرد اشتباك عابر، بل إنذار خطير يهدد السلم الأهلي في جنوب سوريا.

إن لم يتم احتواء الأزمة سريعًا، فقد تتحول المحافظة إلى ساحة صراع طائفي مفتوح، يهدد وحدة البلاد ويعيدها إلى أتون الحرب الأهلية.

صحفية مصرية اعمل في موقع المصدر 24 منذ سبع سنوات.. متابعة لكل مايهم الأسرة المصرية