بريطانيا تدعو رعاياها لمغادرة جنوب السودان فورًا وسط مخاوف من تجدد الصراع

وجهت الحكومة البريطانية، الجمعة، تحذيرًا عاجلًا لرعاياها بضرورة مغادرة جنوب السودان فورًا، وذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية عقب اعتقال رياك مشار، النائب الأول للرئيس، على يد القوات الموالية للرئيس سلفا كير.
تحذير رسمي من الحكومة البريطانية
نشر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بيانًا عبر منصة “إكس”، أكد فيه على خطورة الوضع، قائلًا: “رسالتي إلى البريطانيين في جنوب السودان واضحة: إذا كنتم تعتقدون أن الوضع الأمني يسمح بذلك، فغادروا فورًا”. كما دعا لامي قادة البلاد إلى التهدئة، مشددًا على أن “اللجوء إلى العنف والصراع ليس في مصلحة أحد”.
تصاعد التوتر بعد اعتقال مشار
شهدت الأسابيع الأخيرة اشتباكات عنيفة بين الجيش الموالي لسلفا كير ومجموعة مسلحة يُتهم أفرادها بالتعاون مع رياك مشار، مما زاد من المخاوف بشأن انهيار اتفاق السلام الموقّع في 2018. وبلغ التوتر ذروته بعد اعتقال مشار يوم الأربعاء في مقر إقامته بالعاصمة جوبا، ما أثار تحذيرات من احتمال عودة البلاد إلى أتون الحرب الأهلية.
جنوب السودان.. تاريخ من الصراعات
منذ استقلال جنوب السودان عن السودان في 2011، لم تهدأ الأوضاع الأمنية، حيث شهدت البلاد نزاعات متكررة بين الرئيس سلفا كير ونائبه مشار، ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية بين عامي 2013 و2018، تسببت في مقتل 400 ألف شخص ونزوح أربعة ملايين آخرين.
إغلاق السفارات وخفض التمثيل الدبلوماسي
في ظل التصعيد الحالي، أغلقت عدة دول سفاراتها في جوبا، فيما قامت كل من بريطانيا والولايات المتحدة بتقليص عدد موظفيها إلى الحد الأدنى، تحسبًا لأي تدهور أمني قد يشكل خطرًا على الرعايا الأجانب.
هل تنزلق جنوب السودان مجددًا إلى الحرب؟
مع تصاعد التوتر واحتدام الصراع بين سلفا كير وخصمه رياك مشار، يبقى السؤال الأهم: هل تنجح الجهود الدبلوماسية في منع عودة الحرب الأهلية، أم أن البلاد على أعتاب موجة جديدة من العنف؟
تعليقات