انسحاب مفاجئ.. Wizz Air توقف عملياتها في أبوظبي وتعيد ترتيب استراتيجيتها الأوروبية

انسحاب مفاجئ.. Wizz Air توقف عملياتها في أبوظبي وتعيد ترتيب استراتيجيتها الأوروبية

Wizz Air تنسحب من أبوظبي بسبب تحديات تشغيلية وجيوسياسية: تفاصيل وأسباب القرار وتأثيراته على قطاع الطيران الإماراتي، في خطوة مفاجئة تلقي بظلالها على مشهد الطيران المنخفض التكلفة في الخليج، أعلنت شركة الطيران الاقتصادية الأوروبية ويز إير (Wizz Air) عن تعليق كامل عملياتها في أبوظبي اعتبارًا من الأول من سبتمبر المقبل، في تحرك يعكس ضغوطًا تشغيلية وجيوسياسية متراكمة.

جاء الإعلان عبر منشور رسمي على حساب الشركة في منصة «لينكد إن»، أوضحت فيه أنها ستنسحب من السوق الإماراتية بعد تقييم استراتيجي، موجهة تركيزها نحو أسواق وسط وشرق أوروبا، وبعض الوجهات في أوروبا الغربية.


ما سبب الانسحاب المفاجئ؟

وفق البيان الرسمي، أرجعت ويز إير قرارها إلى تحديات تشغيلية أبرزها عدم قدرتها على الحصول على حقوق الطيران الكافية لتسيير المزيد من المسارات الإقليمية والدولية عبر أبوظبي، ما حدّ من فرص التوسع المستدام. كما أشارت الشركة إلى «تطورات جيوسياسية» في المنطقة أثرت في قدرتها على التخطيط طويل المدى.

✅ تقول الشركة:

«كان من الصعب تحقيق أهدافنا التوسعية المقررة في أبوظبي في ظل هذه القيود، ولهذا نعيد توجيه مواردنا إلى أسواقنا الرئيسية في أوروبا».


✈️ أداء قوي قبل الانسحاب

رغم قرارها، حققت ويز إير أبوظبي نتائج تشغيلية مبهرة عام 2024، إذ:

  • حققت نموًا بأكثر من 20% في الطاقة الاستيعابية وعدد الركاب.
  • نفذت أكثر من 19 ألف رحلة.
  • حافظت على معدل إنجاز مذهل بلغ 99.8% من الرحلات المجدولة.
  • وفّرت أكثر من 4.4 ملايين مقعد منخفض التكلفة.
  • نقلت أكثر من 3.5 ملايين مسافر.
  • أسهمت بنسبة 25% من إجمالي الحركة الجوية المباشرة في مطار زايد الدولي.

هذه الأرقام تعكس الطلب القوي على السفر منخفض التكلفة في الإمارات والمنطقة، ما يجعل قرار الانسحاب صادمًا للكثير من المراقبين.


إعادة هيكلة في قلب أوروبا

تسعى ويز إير حاليًا إلى إعادة توجيه طائراتها ومواردها إلى أسواقها الأوروبية الأساسية. الشركة التي تتخذ من المجر مقرًا رئيسيًا لها أكدت عزمها على تعزيز شبكتها في وسط وشرق أوروبا وأسواق أوروبا الغربية، وهي مناطق ترى فيها إمكانات نمو مستمرة، خاصة في ظل تعافي السفر ما بعد الجائحة وزيادة الطلب على الرحلات الاقتصادية.


انعكاسات على السوق الإماراتية

يمثل خروج ويز إير من أبوظبي تحديًا لسوق الطيران المنخفض التكلفة في الإمارات، التي حاولت في السنوات الأخيرة تنويع خيارات السفر أمام المقيمين والزوار عبر جذب شركات دولية منخفضة التكلفة.

كما يفتح القرار الباب أمام شركات أخرى—مثل فلاي دبي والعربية للطيران—لتعزيز مكانتها الإقليمية، خاصة في ظل تنافس شرس على المسارات الإقليمية والدولية منخفضة التكلفة.


ماذا عن الركاب؟

دعت ويز إير جميع عملائها الذين حجزوا على رحلات بعد 1 سبتمبر إلى التواصل مع الشركة لإعادة الحجز أو استرداد الأموال. وأكدت التزامها بمعالجة الحجوزات الحالية بأقصى سرعة ممكنة لتقليل أي إزعاج للركاب.


السياق الأوسع لصناعة الطيران

يأتي هذا القرار في وقت يشهد قطاع الطيران العالمي تحديات ضخمة:
✅ ارتفاع تكاليف التشغيل والوقود.
✅ اضطرابات سياسية وجيوسياسية في بعض المناطق.
✅ منافسة حادة بين الناقلات منخفضة التكلفة والناقلات الوطنية.
✅ اضطرار شركات الطيران إلى تعديل استراتيجياتها وفق ظروف السوق المتقلبة.


خاتمة

يُنظر إلى انسحاب ويز إير من أبوظبي على أنه خطوة استراتيجية لكنها مؤلمة لسوق الطيران المحلي، الذي كان يستفيد من تنوع الخيارات وزيادة التنافسية في الأسعار.

يبقى السؤال: هل ستملأ شركات أخرى هذا الفراغ؟ وهل ستشهد سوق الطيران منخفض التكلفة في الإمارات موجة جديدة من المنافسة والابتكار؟

صحفية مصرية اعمل في موقع المصدر 24 منذ سبع سنوات.. متابعة لكل مايهم الأسرة المصرية