الكويت تواصل حملة إسقاط الجنسية.. شخصيات بارزة في مرمى القرارات الصادمة!

في تصعيد لافت وغير مسبوق، واصلت السلطات الكويتية قراراتها المتتالية بسحب الجنسية من عدد من الشخصيات العامة البارزة، في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الخليجية والعربية.
فقد أصدرت اللجنة العليا لتحقيق الجنسية الكويتية، يوم الثلاثاء 20 مايو 2025، قرارًا جديدًا بسحب الجنسية من 9 أفراد، استنادًا إلى المادة 11 من المرسوم الأميري رقم 15 لسنة 1959، وقوانين الجنسية المعدلة لاحقًا، ضمن القرار رقم (10/85-2) لسنة 2025.
سحب جنسيات من أسماء لامعة في المجتمع
القرارات الجديدة لم تكن موجهة إلى مجهولين، بل طالت أطباء مرموقين، ودعاة إسلاميين، ورياضيين مشهورين، من بينهم:
- الدكتور مثقال السرطاوي: جراح عظام عالمي، حاصل على البوردين الكندي والأمريكي، وصاحب براءات اختراع في مجال جراحات المفاصل الصناعية.
- الدكتور رياض الطرزي: جراح قلب شهير أجرى مؤخرًا أول عملية زراعة قلب طبيعي ناجحة في الكويت.
- أبناء وأحفاد الداعية السلفي الراحل عبد الرحمن عبد الخالق، الحاصل على الجنسية في عهد الأمير الراحل صباح الأحمد.
- أبناء الداعية المعروف عبد الله بن خلف، أحد رموز التيار السلفي في الكويت.
لماذا تسحب الكويت الجنسية؟
بحسب تصريحات سابقة لوزير الداخلية الكويتي فهد اليوسف الصباح، فإن بند “الأعمال الجليلة” الذي استندت إليه عشرات الجنسيات الممنوحة في العقود الماضية، يخضع الآن لمراجعة شاملة. وكانت البداية بسحب الجنسية من عدد من الفنانين والإعلاميين، مثل “نوال الكويتية” و”داوود حسين”، بدعوى حصولهم على الجنسية دون استحقاق.
ويُنظر إلى هذا التوجه باعتباره محاولة لإعادة ضبط قواعد التجنيس، وتحقيق “توازن ديموغرافي وقانوني” كما تسوقه الحكومة، إلا أن الانتقادات لم تتأخر، خصوصًا من قبل منظمات حقوقية ترى في هذه القرارات انتهاكًا لحقوق المواطنة.
حملة متصاعدة.. ومخاوف من الاتساع
هذه ليست المرة الأولى التي تُصدر فيها الكويت قرارات من هذا النوع، فقد سبق أن سُحبت الجنسية من أكثر من 1500 شخص خلال السنوات الأخيرة، وفقًا لما كشفته تقارير محلية، معظمهم نالوا الجنسية عبر بنود خاصة لم تُراجع بشكل دقيق عند منحها.
وتثير هذه القرارات قلقًا واسعًا، خاصة في ظل غياب تفاصيل شفافة حول الأسباب الحقيقية لسحب الجنسيات، ما يفتح باب التكهنات حول أبعاد سياسية أو اجتماعية أو طائفية تقف خلف هذه الإجراءات.
ختام:
الشارع الكويتي والعربي يتابع عن كثب تطورات هذه الحملة التي قد تعيد رسم ملامح المشهد الاجتماعي في الكويت. ومع اتساع دائرة القرارات لتشمل أسماء بارزة في الطب والدين والفن، يظل السؤال الأهم: هل أصبحت الجنسية الكويتية خاضعة لإعادة تعريف قانوني شامل، أم أن هذه القرارات مجرد موجة عابرة؟
تعليقات