اشتباكات السويداء الدامية: أكثر من 30 قتيلاً ونزوح جماعي.. القصة الكاملة ورد الحكومة السورية

اشتباكات السويداء الدامية: أكثر من 30 قتيلاً ونزوح جماعي.. القصة الكاملة ورد الحكومة السورية

شهدت محافظة السويداء السورية تصعيدًا خطيرًا، مع اندلاع اشتباكات دامية بين الفصائل المحلية وبعض عشائر المنطقة، خلفت عشرات القتلى والجرحى، وأحدثت موجات نزوح جماعي أثارت الرأي العام المحلي والدولي.

تأتي هذه الأحداث الدامية في سياق أمني واجتماعي هش، يعاني من غياب مؤسسات الدولة، وتضارب الأجندات، ما أدى إلى تفاقم الأزمة وتحويلها إلى أحد أخطر التحديات التي تهدد السلم الأهلي في جنوب سوريا.

في هذا التقرير الشامل، نغطي القصة الكاملة لاشتباكات السويداء، أرقام الضحايا، مشاهد النزوح، ردود فعل الحكومة السورية، ومواقف الزعامات الروحية والدينية، في محاولة لرسم صورة واضحة لهذا التصعيد الذي هز سوريا.


✅ خلفية تاريخية: لماذا السويداء؟

تُعتبر السويداء محافظة سورية ذات أغلبية درزية، اشتهرت تاريخيًا بهدوئها النسبي مقارنة بمناطق أخرى مزقتها الحرب الأهلية منذ 2011.

ورغم عدم انخراطها المباشر في المعارك الطاحنة بين النظام والمعارضة، فإنها ظلت عرضة لتوترات أمنية، نزاعات عشائرية، وانتشار السلاح، في ظل تراجع مؤسسات الدولة وغياب التنمية.

تفاقمت هذه التوترات في السنوات الأخيرة بسبب:
✅ الفقر والبطالة
✅ غياب الخدمات
✅ انتشار السلاح والفصائل المحلية
✅ تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية
✅ النزاعات العشائرية والثارات القديمة

ما جعلها برميل بارود مرشحًا للانفجار في أي لحظة، وهو ما حدث في الأيام الأخيرة.


✅ ماذا حدث في السويداء؟

بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء الرسمية (سانا):
اندلعت الاشتباكات الأحد 13 يوليو 2025
خلفت أكثر من 37 قتيلاً وفق المرصد، وبيان وزارة الداخلية السورية أكد سقوط أكثر من 30 قتيلاً ونحو 100 جريح في إحصاء أولي.
توسعت المواجهات إلى قرى مجاورة، مثل الطيرة، سميع، المزرعة، براق.
استخدمت الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقذائف الهاون، ما تسبب في دمار واسع ونزوح جماعي.

وزارة الداخلية قالت في بيانها الرسمي:

“يأتي هذا التصعيد الخطير في ظل غياب المؤسسات الرسمية، ما أدى إلى تفاقم حالة الفوضى واتساع رقعة الاشتباك، وعجز المجتمع المحلي عن حل الأزمة”.


✅ أرقام مرعبة: حصيلة الضحايا

✔️ وزارة الداخلية السورية:

  • أكثر من 30 قتيلاً
  • نحو 100 جريح

✔️ المرصد السوري لحقوق الإنسان:

  • 37 قتيلاً مؤكدًا
  • عشرات المصابين بجروح خطيرة

✔️ تقارير محلية:

  • مقتل طفل برصاصة في الرأس في حي المقوس
  • سقوط عنصرين من الجيش السوري أثناء فض الاشتباكات
  • احتراق عشرات المنازل والمحال التجارية

✅ مشاهد النزوح الجماعي: مأساة إنسانية

أكثر من 300 عائلة نزحت من قرى مثل الطيرة وسميع باتجاه مدينة السويداء والقرى الآمنة.
النازحون يواجهون صعوبات في:

  • تأمين المأوى
  • الحصول على الغذاء
  • تلقي الرعاية الطبية

✔️ مصدر طبي في مستشفى بصرى الشام بمحافظة درعا قال:

“استقبلنا 11 مصابًا من أبناء عشائر اللجاة نتيجة قصف استهدف سيارتهم”.

السكان فروا من القرى خوفًا من الاجتياح والنهب، مع الإبلاغ عن حرق منازل وممتلكات مدنية بالكامل.


✅ أعنف نقاط الاشتباك: حي المقوس

حي المقوس في مدينة السويداء كان مركزًا للاشتباكات الأشرس:

  • تبادل إطلاق نار بالأسلحة المتوسطة
  • قصف بالهاون
  • تدمير منازل
  • صعوبة في إجلاء الجرحى بسبب كثافة النيران

✔️ أحد الناشطين المحليين قال:

“كل رصاصة تطلق هنا تحفر قبرًا جديدًا. لا أحد يربح، كلنا نخسر”.


✅ دور الجيش السوري وقوات الأمن

وزارة الداخلية أعلنت انتشارًا ميدانيًا بالتنسيق مع وزارة الدفاع لفض الاشتباكات.
قوات الجيش والأمن الداخلي بدأت بإنشاء حواجز وإطلاق عمليات دهم لملاحقة “المجموعات الخارجة عن القانون”.
عنصران من الجيش قُتلا أثناء محاولة إيقاف الاشتباكات.

✔️ بيان الداخلية دعا:

“جميع الأطراف المحلية إلى التعاون مع قوى الأمن الداخلي والسعي إلى التهدئة وضبط النفس”.


✅ نداءات رسمية وروحية لوقف القتال

✔️ محافظ السويداء مصطفى البكور:

  • دعا إلى ضبط النفس
  • طالب بـ الاحتكام إلى الحوار

✔️ الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز:

  • أطلق نداءً عاجلًا لوقف القتال
  • وصف دماء أهل السويداء بأنها خط أحمر
  • قال: “هذه ليست معركة أبناء السويداء الحقيقية”
  • طالب الجميع بـ استعادة السلم الأهلي

✅ الأسباب العميقة للتصعيد

✅ غياب الدولة والمؤسسات الأمنية في مناطق الريف
✅ تفاقم النزاعات العشائرية والثارات القديمة
✅ فوضى السلاح
✅ تدخل فصائل مسلحة متعددة الولاءات والأجندات
✅ انهيار الاقتصاد وغياب فرص العمل
✅ التوتر الطائفي والمناطقي الكامن

✔️ ناشط مدني في السويداء قال:

“البنية التحتية الاجتماعية تنهار. كل رصاصة اليوم تحفر قبرًا لتراث التعايش”.


✅ مخاوف من توسع الصراع

توسع الاشتباكات إلى القرى المجاورة ينذر بـ:

  • كارثة إنسانية
  • مزيد من النزوح
  • انهيار الخدمات الأساسية
  • تهديد التعايش الأهلي في المحافظة

✔️ نشطاء حقوقيون حذروا من “فوضى شاملة” إذا لم يُكبح التصعيد فورًا.


✅ الحلول الممكنة: ما المطلوب الآن؟

✔️ وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط
✔️ نشر الجيش بشكل محايد لفرض الأمن
✔️ إطلاق حوار جاد بين العشائر والفصائل
✔️ دعم المبادرات الروحية والدينية
✔️ تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين
✔️ خطة طويلة الأمد لنزع السلاح وتسوية النزاعات


✅ خاتمة: هل تنقذ السويداء نفسها؟

تبقى السويداء اليوم أمام مفترق طرق مصيري:

  • إما أن تنجح جهود التهدئة والحوار في وقف نزيف الدم واستعادة السلم الأهلي
  • أو تنزلق إلى فوضى شاملة تهدد وحدة النسيج الاجتماعي وتزيد معاناة المدنيين

إن مسؤولية الجميع—الدولة، الزعامات الدينية، الفصائل، والمجتمع المحلي—هي العمل العاجل لإنقاذ المحافظة، قبل أن يفوت الأوان.

صحفية مصرية اعمل في موقع المصدر 24 منذ سبع سنوات.. متابعة لكل مايهم الأسرة المصرية