يُعد ذبح الأضاحي من أهم شعائر عيد الأضحى، حيث يتبع المسلمون تعاليم الدين الإسلامي لإحياء السنة النبوية الشريفة. لنتعرف على الشروط التي يجب توافرها في ذابح الأضحية ليحصل على الأجر والثواب.
بداية من أول أيام عيد الأضحى
من أول أيام عيد الأضحى وحتى آخر أيام التشريق، يمارس المسلمون شعيرة ذبح الأضاحي، وهي سنة يحب الله إحياؤها. ينبغي أن يتبع ذابح الأضحية شروطًا معينة لتحقيق النية الصادقة ولتوسعة على المسلمين.
تعريف الأضحية
الأضحية هي عبادة وقربة يقوم بها المسلم القادر، بهدف التوسعة على الأهل والأقارب والفقراء، حتى لو كانوا غير مسلمين. لذا يُفضل اختيار الأضحية التي تحتوي على كمية كبيرة من اللحم لرعاية مصلحة الفقراء والمساكين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبَّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُونِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الأرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا» رواه الحاكم وصححه.
معنى الأضحية لغة واصطلاحًا
في اللغة، تُطلَق كلمة الأضحية على كلّ ما يُضحّى به، وجمعها (أضاحي). أما في الاصطلاح الشرعي، فالأضحية هي ما يذبحه المسلم في يوم النَّحْر، أي في يوم عيد الأضحى وما يليه من أيّام التشريق الثلاثة من بهيمة الأنعام؛ على وجه التعبُّد لله سبحانه وتعالى.
الأضحية: سنة أم فرض؟
ووقت الأضحية يمتد من بعد صلاة عيد الأضحى في اليوم العاشر من ذي الحجة، إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من ذي الحجة. عندما سأل الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأضاحي قال: “سُنة أبيكم إبراهيم”، قالوا: ما لنا منها؟ قال: “بكل شعرة حسنة” قالوا: يا رسول الله فالصوف؟ قال: “بكل شعرة من الصوف حسنة”.
شروط ذابح الأضحية
شروط واجبة
وفقًا لموقع دار الإفتاء المصرية، هناك شروط يجب توافرها في ذابح الأضحية لتكون وفق أمر الله وسنة نبيه الكريم، وهي:
– أن يكون مسلمًا أو من أهل الكتاب.
– أن يكون عاقلًا، فلا تصحّ ذبيحة المجنون، حتى لو ذُكر اسم الله عليها.
– أن يعقد نيّة الأضحية والذبح قربةً إلى الله تعالى.
شروط جائزة
– يجوز أن يكون ذابح الأضحية ذكرًا أو أنثى.
– يمكن أن يذبح أضحيته بنفسه أو يوكل غيره بها.
شروط مستحبة
– استقبال القبلة عند الذبح.
– إمساك آلة الذبح باليد اليمنى.
– التكبير بعد التسمية.
– ذِكر اسم المُذكّي، والدعاء لله تعالى بالقبول.
– إنهار الدم من الذبيحة بقوة.
يشترط أن تكون آلة الذبح قاطعة، معدنية أو غير معدنية، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “مَا أَنْهَرَ -أي أسال- الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ” رواه الشيخان. وعن حديث شداد بن أوس رضي الله عنه: “إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ” رواه مسلم.
آداب وسنن الأضحية
– استخدام آلة حادة تسرع في الذبح.
– نحر الإبل وهي قائمة معقولة يدها اليسرى، وفي حال صعوبة النحر، يمكن نحرها وهي باركة.
– ذبح غير الإبل وهي على جانبها الأيسر، وإن صعب، تُذبح على جنبها الأيمن.
– قطع الحلقوم والمريء.
– تجنب رؤية الأضحية للسكين قبل الذبح.
– إراحة الذبيحة بعد الذبح.
بمعرفة شروط ذابح الأضحية وكيفية التعامل معها، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، يكتمل ذبح الأضاحي بالشكل الذي يُرضي الله تعالى.