مفارقات المجد.. كيف حصدت الأندية دوري الأبطال بعد رحيل نجومها؟ مبابي ليس الأول!

في مشهدٍ لا يخلو من سخرية الأقدار، احتفل باريس سان جيرمان أخيرًا بتحقيق حلم طال انتظاره: لقب دوري أبطال أوروبا. وعلى أرضية ملعب أليانز أرينا في ميونخ، وأمام آلاف المشجعين، اكتسح الفريق الفرنسي إنتر ميلان بخماسية تاريخية، كتب بها اسمه أخيرًا في سجل الأبطال الأوروبيين.
لكن المفاجأة الأكبر لم تكن في الفوز، بل في التوقيت، حيث تحقق هذا المجد في أول موسم بعد رحيل كيليان مبابي، نجم الفريق الأول سابقًا، والذي انتقل إلى ريال مدريد بحثًا عن هذا اللقب بالذات. وكأن البطولة، في مفارقة مذهلة، كانت تنتظر أن يغادر صاحب الحلم كي تتحقق!
ظاهرة تتكرر: حين يغادر النجم.. يحصد الفريق الذهب!
ما حدث مع مبابي ليس استثناءً، بل جزء من ظاهرة تكررت كثيرًا في كرة القدم الحديثة: نجم كبير يغادر، ثم يُتوّج الفريق بعده مباشرة. وفيما يلي أبرز الأسماء التي عاشت هذا السيناريو:
اللاعب | غادر إلى | النادي الذي تُوج بعدها | سنة التتويج |
---|---|---|---|
كيليان مبابي | ريال مدريد (2024) | باريس سان جيرمان | 2025 |
زلاتان إبراهيموفيتش | برشلونة (2009) | إنتر ميلان | 2010 |
زلاتان مرة أخرى | ميلان (2010) | برشلونة | 2011 |
مسعود أوزيل | أرسنال (2013) | ريال مدريد | 2014 |
سيسك فابريغاس | تشيلسي (2014) | برشلونة | 2015 |
ألفارو موراتا | أتلتيكو مدريد (2020) | تشيلسي | 2021 |
فيليبي كوتينيو | برشلونة (2018) | ليفربول | 2019 |
هل هي لعنة النجوم؟ أم قوة الفريق بعد التحرر من التبعية؟
تُطرح هنا أسئلة فلسفية حول التوقيت، والتأثير، والهيكلية:
- هل يرحل النجوم في الوقت الخطأ؟
- أم أن رحيلهم يمنح الفرق حرية أكبر، وتكتيكًا أنضج؟
- هل المجد الفردي يُعيق الجماعية؟
في حالة باريس سان جيرمان، جاء اللقب بعد سنوات من محاولات فاشلة رغم وجود الثلاثي “ميسي – نيمار – مبابي”. ومع بداية مشروع جديد بقيادة لويس إنريكي، أظهر الفريق وجهًا مختلفًا، قائمًا على روح الجماعة لا الأفراد، وهو ما كان مفتاح التتويج.
كرة القدم لا ترحم النجوم… لكنها تصنع القصص الخالدة
عندما غادر مبابي باريس، قال: “أبحث عن المجد الأوروبي، وهذا سبب اختياري لريال مدريد”. لكن ما لم يكن يعلمه، أن المجد اختار أن يبقى في باريس… بدونه.
وفي النهاية، تبقى كرة القدم لعبة تحمل مفارقات لا تصدق، وقد يكون رحيل النجم أحيانًا هو الشرارة التي تُشعل ثورة التغيير والانتصار.
مبابي سيظل نجمًا عالميًا، ولا يزال أمامه الوقت ليحقق حلم دوري الأبطال، لكن نسخة 2025 ستبقى واحدة من أكثر القصص إثارة وسخرية في تاريخ اللعبة، تؤكد أن المجد لا يُشترى.. بل يُصنع!
تعليقات