سعر الدولار يقفز في سوريا.. هل بدأ الاقتصاد السوري يستعيد توازنه أم يدخل نفقًا جديدًا؟

سعر الدولار يقفز في سوريا.. هل بدأ الاقتصاد السوري يستعيد توازنه أم يدخل نفقًا جديدًا؟

ارتفع سعر الدولار في سوريا بشكل طفيف صباح اليوم الأحد 11 مايو/أيار 2025، في السوق السوداء بمختلف المدن، وسط مؤشرات اقتصادية متباينة تلقي بظلالها على المشهد المالي في البلاد.

الدولار يتحرك.. قفزة محدودة لكنها لافتة

سجّلت السوق الموازية في العاصمة دمشق سعر صرف بلغ 11,950 ليرة سورية للشراء و12,050 ليرة للبيع، بزيادة قدرها 50 ليرة عن تعاملات اليوم السابق. أما في مدينة الحسكة، فكان الارتفاع أكثر وضوحًا، حيث لامس الدولار حاجز 12,300 ليرة للبيع، ما يطرح تساؤلات حول استقرار العملة الوطنية وسط استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية.

المركزي ثابت.. لكن الأسواق تقول غير ذلك

رغم هذه التحركات، حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر صرف الدولار الرسمي دون تغيير، حيث حدده عند 12,000 ليرة للشراء و12,120 ليرة للبيع. كما بلغ السعر الوسطي 12,060 ليرة للدولار، في محاولة واضحة لتهدئة السوق والتحكم في تقلبات العملة.

وبالنسبة لليورو، بلغ السعر الرسمي 13,569.60 ليرة للشراء و13,705.29 ليرة للبيع، فيما سجلت الليرة التركية 310.40 ليرة للشراء و313.50 ليرة للبيع.

سوق سوداء تفلت من السيطرة؟

في السوق السوداء، التي تمثل المؤشر الأكثر دقة لتوجهات العرض والطلب الحقيقية، استقر سعر الدولار في حلب وإدلب عند نفس مستويات دمشق، بينما تفوق قليلاً في المناطق الشرقية مثل الحسكة. ويعكس هذا التفاوت حجم التحديات التي يواجهها النظام المالي السوري في تحقيق التوازن بين المناطق الجغرافية.

كم تساوي 100 دولار اليوم؟

بحسابات اليوم، تعادل 100 دولار نحو 1.3 مليون ليرة سورية وفقًا لسعر الصرف الرسمي، بينما تصل في السوق السوداء إلى أكثر من 1.2 مليون ليرة، ما يعكس فجوة واضحة بين السعرين ويعقّد المعاملات التجارية الداخلية والخارجية.

عودة سوريا إلى الأرابوساي.. خطوة اقتصادية أم سياسية؟

وفي سياق آخر يرتبط بإصلاح مؤسسات الدولة وتعزيز الشفافية، برز تطور لافت بإعلان عودة ديوان المحاسبة السوري إلى عضوية المنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الأرابوساي). وتأتي هذه الخطوة كإشارة سياسية إلى رغبة سوريا في إعادة الاندماج ضمن المنظومة العربية للحوكمة الرشيدة، وسط دعوات متزايدة لتفعيل أجهزة الرقابة والمساءلة كجزء من مشروع الإصلاح المؤسسي.

رقابة مالية واستعادة ثقة.. هل تنجح التجربة؟

عودة سوريا إلى الأرابوساي ليست مجرد إجراء إداري، بل تُمثل رهانًا على قدرة الدولة في بناء مؤسسات رقابية مهنية مستقلة قادرة على مواكبة تحديات ما بعد الحرب، وترسيخ ثقافة المحاسبة في إدارة المال العام.

اليورو والليرة التركية.. مؤشرات جانبية لكنها مهمة

سجل اليورو في السوق الموازية 13,445 ليرة للشراء و13,562 ليرة للبيع، فيما بلغت الليرة التركية 306 ليرة للشراء و311 ليرة للبيع، مما يعكس تراجع الثقة بالعملات الإقليمية نتيجة التضخم وضعف القوة الشرائية.

خلاصة المشهد:

مع كل يوم جديد، يتجدد الجدل حول المسار الذي تسلكه الليرة السورية، وما إذا كانت هذه التحركات السعرية مجرد ارتدادات لحالة السوق، أم مقدمات لتحول اقتصادي حقيقي. وبينما تثبت المؤسسات المالية الرسمية على أرقامها، تُظهر السوق السوداء الحقيقة القاسية: الليرة ما زالت تعاني، والأنظار تتجه إلى ما وراء الأرقام، نحو إصلاحات جذرية قد تُعيد الثقة بالاقتصاد السوري من جديد.

صحفية مصرية اعمل في موقع المصدر 24 منذ سبع سنوات.. متابعة لكل مايهم الأسرة المصرية